لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

الاستشارات النفسية » الاضطرابات النفسيه للراشدين

29 - ذو القعدة - 1429 هـ:: 28 - نوفمبر - 2008

طالباتي ينظرن إلي نظرات تشفي وشماتة!

السائلة:دانا ع -

الإستشارة:ميساء قرعان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا مدرسة علم نفس أخذته عن طريق الانتساب، كنت أعمل وأدرس في ذات الوقت، وكنت أذاكر مع صديقاتي أو عن طريق استخدام الانترنت في مراجعة الشيء الذي لم أفهمه، أو عن طريق استشارة معلم، المهم كان تقديري جيد جدا وكنت متميزة والحمد لله، بعد الانتهاء من الجامعة قررت العمل بشهادتي فلم أجد سوى مهنة التدريس التي لم أكن أحبها وليس لدي خبرة بها فعملي كان إداريا، لكنني وافقت على الرغم من قلة الراتب وخضت التجربة على أساس إذا نجحت في أول فصل سأستمر وإذا فشلت فسأحاول البحث عن عمل بشهادتي بما يتفق مع ميولي وقد أعلمت المشرفة على اختيار الموظفات التي بدورها أعلمت مديرة المدرسة التي وافقت واقتنعت بمؤهلاتي تماما وقررت منحي الفرصة ثم عملت الفصل الأول ونجحت جميع الطالبات بتفوق وتمنين أن أدرسهن الفصل الثاني وفرحت ووافقت واستمررت في التدريس، وخلال الفصل الثاني كانت بيني وبين بعض الطالبات بعض الخلافات حيث أنهن لم يلتزمن ببعض العادات السلوكية الجيدة من احترام مواعيد الدروس والضحك والسخرية في بعض الأحيان خصوصا أنني لم أتعامل معهن بعنف أو بصرامة بل طلبت منهن اعتباري قبل أن أكون معلمة أخت وصديقة وأم لهن وكنت أراعي ظروفهن وأحاول مساعدتهن بما أستطيع وكانت علاقتي بمعظمهن ودودة حتى أنهن كن يشاركنني في نشاطاتهن داخل المدرسة، كما أنهن دعونني على حفلة انتهاء الفصل الثاني، والحمد لله نجحن إلى أن جاءت السنة الدراسية الحالية وعند عمل تقييم للمعلمات فوجئت بأنهن أعطوني صفرا في التقييم وبنسبة كبيرة جدا أكثر من ثلاثة أرباع الطالبات وأخذوا يشوهوا سمعتي عند كل المعلمات بأنهن نجحن بالبركة وأنهن لم يفهمن أي شيء وأنني لم أشرح شيئا وهن متحملات لأنهن يجاملنني!!
تخيلي يا سيدتي صدمتي وأنا أسمع هذا الكلام في أول دوام أحبطت كثيرا جدا وفقدت التركيز والأمل والثقة في كل شيء حتى أني لم أعد أرى أي شيء ولم يتوقف الأمر على ذلك بدأن ينظرن إلي نظرات تشفي وشماتة وكأنهن انتصرن علي لا أدري لماذا ولا أعلم ماذا أفعل وأنا أرى كل مدرسة تقول لي ماذا فعلت بفصل كذا هم يدعون عليك ويتهمونك بأنك لم تشرحي شيئا وكأنهم لم يدرسوا أي شيء وأرى نظرات الشماتة في بعض المدرسات خصوصا مدرسات نفس المادة لا أعلم لماذا تخيلي إن سألت معلمة علم نفس عن شيء درسوه معي يقولون أنهم لا يذكرون فأنا لم أشرح لهم شيئا والغريب أن هذا الشيء أصلا ليس في المنهج !!
نسيت أن أخبرك أنهم أيضا أخبروا خالات المدرسة والإداريات أيضا وبقيت الطالبات الحمد لله لم يتركن مناسبة ولا غير مناسبة لتشويه سمعتي مديرة المدرسة رفضت شكواهن لأنهن لم يخبرنها منذ بداية الفصل سواء الأول أو الثاني واعتبرتها شكوى كيدية وطلبت مني تدريسهن السنة الحالية وتدريس فصول أخرى وهي متعاطفة معي جدا ولا تعرف سبب ذلك ولا تبحث فيه فهي ترى أنهن مراهقات ومزاجهن متقلب من جهتي رفضت تدريسهن ومترددة في تدريس الفصل الآخر بعد كل ما أشاعوه عني فماذا أفعل؟ وأنا أرى نظرات شماتة أو تعاطف في عيون المدرسات والإداريات وحتى الفراشات!!
أرشديني فأنا محبطة وحزينة جدا ومنهارة نفسيا وجسديا ومعنويا؟
آسفة على الإطالة.. وشكرا

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
الأخت دانا ما حدث لك هو تجربتك الأولى في الحياة المهنية وسنتك الأولى أيضا، هي تجربة ستتعلمين منها وستكون في مرحلة من المراحل نافعة، يبدو لي أن طيبتك وقلة خبرتك بمجتمع الوظيفة وشللية الطلبة هي السبب، كما أنك لم تضعي في حسبانك أن شلة الرفاق قد تكون قوة ضاغطة ومؤثرة على بقية الطالبات، وكان من الأولى أن تحاولي كسب ود هؤلاء الطالبات أي القلة التي لم تعجبك تصرفاتهن منذ البداية ليس من باب الاسترضاء لكن من باب تعديل سلوكهن، والقول والحديث وحدهما غير كافيين في هذه الأحوال، كان يجب أن تتقربي من كل واحدة منهن على حدة في غرفتك أو في غرفة الصف لأنهن يعانين من مشكلات أخرى تؤثر على سلوكياتهن، كما لا أستبعد أن يكون هنالك دورا لبعض المدرسات في نفس المجال لتحريضهن بطريقة غير مباشرة تجاهك.
أنا على ثقة من أنك إنسانة نقية وطيبة ومعطاء لكنك ما زلت بحاجة لبعض التجارب ولبعض التغيير في نمط تعاملك مع الآخرين كي تستطيعي الاستمرار، كوني واثقة من نفسك وكوني أكثر قربا في التواصل وواجهي أي سوء فهم مع أي زميلة بجرأة واحترام معا، وكوني أكثر حذرا لكن على ألا يؤثر ذلك على تواصلك مع الآخرين ولا يسبب لك العزلة، كما أنصحك بألا تكوني عالية الحساسية تجاه ما قيل وما قد يقال ولا تعيريه أي اهتمام، تمسك مديرتك بك دليل على صلاحيتك لمواصلة مهنة التدريس و لو سألت أي مدرسة في سنتها الأولى فستجدين أنها تعرضت لظروف مشابهة لكن يجب ألا يكون ما مررت به سببا في انقطاعك عن التدريس أو سببا في إحباطك، اثبتي في مكانك وكوني واثقة بأن الخلل ليس فيك لكنها أحداث طبيعية لمن هم في بواكير الالتحاق بالوظيفة، والعمل مع الطلبة ومع هذا الجيل لم يعد سهلا لكنه ليس مستحيلا، ولكي يكون المدرس مؤثرا ومقبولا يجب أن يكون صديقهم بشرط أن تحفظ الحدود المهنية، النصائح المباشرة التي تكون بصورة وعظ قد لا تجدي نفعا، والأفضل أن تخصصي وقتا لكل طالبة تتوقعين منها إساءة أو ترين منها تصرفا غير مقبول، ما أنصحك به هو ألا تنسحبي وأن تستمري والخبرة يوما بعد يوم ستكسبك القوة الكافية للاستمرار بعمل أنت تحبينه
تمنياتي لك بالتوفيق

زيارات الإستشارة:4771 | استشارات المستشار: 266

الإستشارات النفسية

العناد والعدوانيه

الطب البديل

استشارت الطب البديل

الإستشارات الدعوية

وسائل دعوية

استشارات إجتماعية

قضايا اجتماعية عامة